تفاعلت قضية مستشفى صيدا الحكومي من جديد، بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها النهار قبل أكثر من شهر، وكشفت فيها عن وضع غير مستقرٍّ وسليم داخل المستشفى، خاصة لجهة العجز المادي التي تقع فيه ويقدر بعدة مليارات، ووجود مخالفات ودعوى قضائية من أحد الموظّفين ضد رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور علي عبد الجواد، بتهمة التزوير واستعمال المزور وبعد أقل من 24 ساعة على قيام النائب العام المالي علي ابراهيم بالاستماع الى إفادة علي عبد الجواد حول اختلاس المال العام في مسالة تتعلق بالمشتريات، أعلن عبد الجواد عن استقالته مع أعضاء مجلس الادارة علماً أنه وأعضاء المجلس جميعاً كانوا يقومون بتصريف الاعمال منذ العام 2008 نتيجة عدم التجديد له، او تعيين مجلس ادارة جديد بعد انقضاء المهلة المحددة له بثلاث سنوات كأصيل، إضافة إلى عدم وجود مدير للمستشفى كما يقضي الامر.
سعد يدافع ويطالب الحكومة بتعيين مجلس إدارة جديد
وعقد امين عام التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد مؤتمراً صحافياً في مكتبه في صيدا، خصّصه للدفاع عن عبد الجواد ومجلس الادارة، وأثنى سعد على الجهود التي بذلها عبد الجواد وأعضاء مجلس الادارة من أجل الارتقاء بأوضاع المستشفى على كافة الصعد، على الرغم من الظروف الصعبة والعقبات والعوائق الكبيرة، وهو في موقع تعرّض لأحداث أمنية، وواجه تقصير الحكومات المتعاقبة في توفير المستلزمات الضرورية لعمل المستشفى وعدم إعطائه حقوقه ومستحقاته، كما واجه هذا المجلس الحرتقات السياسية المحلية.
وبعد ان اعلن سعد تفهّمه لاستقالة رئيس مجلس الادارة والاعضاء طالب الحكومة بتعيين من يتسلّم المستشفى من مجلس الإدارة المستقيل، ويتولى أموره، على أن يكونوا من أصحاب الكفاءة والنزاهة، والقادرين على متابعة عمل المجلس المستقيل، كما نجدد مطالبة الحكومة بإعطاء مستشفى صيدا الحكومي حقوقه ومستحقاته كافة، لكي يتمكن من متابعة تقديم خدماته للآلاف المواطنين والأشقاء.
ورداً على سؤال رأى سعد ان الحملة على المستشفى فيها الكثير من الافتراء، وان التحقيق المالي مع عبد الجواد يعتبر حرتقات صيداوية. وهم يعرفون أنفسهم. وكانوا يعتبرون أن لا دور لهم في المجلس المستقيل، لذا أرادوا الإطاحة به. ولكن ذلك لا يمكن أن يحصل على حساب كرامة الناس، مع الإشارة إلى أن ما سمي بالتحقيق المالي أثبت عدم وجود أي قضية مالية فعلية، وأن الامر يقتصر على افتراءات فارغة.
وحول تواصله مع وزير الصحة قال سعد تم الاتصال سابقاً به. وحاليا إن استطعتم التواصل معه أخبروني.
أجواء الحريري والمستقبل
يبقى ان النائبة بهية الحريري لم يصدر عنها اي موقف سلبي او ايجابي تجاه الوضع القائم والمستجد في المستشفى غير ان مصادر مقربة من تيار المستقبل اكدت ان الحريري تتابع عن كثب كل شاردة او واردة تتعلق بالمستشفى التي بذلت جهداً مميزاً من اجل تطويره وتعزيزه، وهي تتابع مع الجهات المعنية الوضع بعيداً عن الأضواء ومن دون الدخول في سجال مع أحد، لأن ما يهمنا في الوقت الحالي هو الحفاظ على المستشفى ودوره الفاعل والهام في خدمة جميع المواطنيين وخاصة المحتاجين منهم .
ورأت المصادر ان استقالة عبد الجواد لم تكن مفاجئة لنا، لا سيما وانه يقوم بادارة مستشفى خاص له، وان المستشفى الحكومي بحاجة الى دم جديد ودعم وتصوّر لتعزيز دورها في المستقبل.
وعلمت النهار ان الجهات المعنية باتت شبه متّفقة على تعيين رئيس مجلس إدارة جديد من أصحاب الخبرة والكفاءة يرضي جميع الاطراف خاصة تيار المستقبل والتنظيم الناصري وحركة أمل، ويرجح ان يكون رئيسه الدكتور هشام قدورة المعروف بخبرته وتجربته الطويلة وعلاقاته الجيدة والحميدة مع كل الاطراف والفئات الاجتماعية. وهذا الامر سيبصر النور قريباً جداً.