دوافع كثيرة ومواقف محرجة يتعرض لها الأهل عندما يطلب طفلهم النقود من أقاربه بمناسبة وغير مناسبة، وهو ما يُشعرهم بالحرج الشديد أيضًا، ولا يعرفون ما هو التصرف الأنسب، فهل يعطونه النقود بداعي صغر سنّه وعدم إدراكه ما يفعل، أم انتظار ردة فعل أهله، من حيث تقبُّل الموقف أو رفضه على الإطلاق.
لماذا يُقدِم الطفل على هذا التصرف؟
طلب الطفل للنقود من الغرباء دون خوف من أسرته، مردّه إلى عدم الحصول على ما يريد في بعض الأحيان، أو ربما لا يُعيره أفراد أسرته أي اهتمام أثناء طلب النقود لشراء حلويات أو ألعاب، لأن مصروفه اليومي الذي حصل عليه أنفقه، واحتاج لغيره. لذلك يمد يده لطلب مصروفٍ آخر، وهو لا يدرك حجم الإحراج الذي يسببه للطرفين.
أما السبب الثاني هو شعور الطفل بأحقية الحصول على ما يريد من أي أحد، ولا عيب في إعطائه النقود من أقاربه ليشتري ما يريد.
وبحكم أنّ مداركه ليست مكتملة، يعتقد أن طلب النقود لا يتوقف على الأب فقط، وإنما يمكنه فعل ذلك مع أي أحد، ولعدم تمييزه درجة القرابة مع الناس، يرى كل من يتودد له ويعامله معاملة جيدة يمكنه طلب النقود منه بسهولة.
الحل؟
الحل يبدأ بتعريف الأم طفلها وتعليمه منذ صغره بأقاربه ودرجة صلته بهم، وأنه لا يجوز طلب النقود إلا من أبويه وإخوانه فقط، وتعويده على عدم تحقيق كل طلباته وأوامره إلا إذا كانت إمكانية أسرته الاقتصادية تسمح بذلك.
وفي الأعياد تحديدًا، يمكنه قبول النقود، لأنها تسمى “عيدية” يحصل عليها كثيرون، وليست عيبًا بحقه ولا بحق عائلته، مقابل تقديم الشكر والعرفان لهم. أما أثناء الزيارات العائلية، فعليه الحذر من طلب أي شيء، وأهمها طلب النقود. ومن الضروري تخصيص مصروف للطفل لينفقه خلال اليوم كما يشاء.
أما إن كانت قيمة طلباته تفوق مصروفه، فلتُعلمه بصعوبة شراء ما يريد إلا إذا توفرت النقود، شريطة الحصول على المزيد كمكافأة على التزامه بقواعد وأخلاقيات المنزل، وترتيب غرفته والمواظبة على دراسته والمحافظة على أدواته الخاصة.