نصائح لخطاب مُقنِع… لا يقتله الخجل!

عندما يبذل المرء جهداً لإقناع أحد، لا يحتلّ محتوى الكلام الأهمية الكبرى. الكلام وحده لا يوصِل المتكلّم إلى التأثير بالمستمع إن لم يُرفق المتكلّم عباراته بلغة جسد واثقة ومقنعة وبنبرة صوت توصِل الرسالة بالشكل الصحيح.

ما نقوله قد لا يكون بأهمية الطريقة التي نتصرف بها أمام من نحاول إقناعهم، لذا لا بدّ من العمل على لغة الجسد ومنها التواصل من خلال العينين، وإشارات اليدين وطريقة الوقوف أو الجلوس… وتشير دراسات إلى أنّ نبرة الصوت تشكل نسبة 38 في المئة من الرسالة، أمّا لغة الجسد فـ 55 في المئة منها، بينما لا يحتل محتوى الكلام سوى 7 في المئة من حيّز الرسالة والتواصل. في هذا السياق يقدّم خبراء نصائح عدّة تبرز المتكلّم بصورة الواثق وتزيد من إعجاب الآخرين به وإنصاتهم له.

التكلّم بسرعة

غالبية الناس تستخدم ما بين 125 و175 كلمة في الدقيقة، وينصح الخبراء بالتفوّه بأكثر من 150 كلمة في الدقيقة خلال التحدّث أمام مجموعة أو أمام شخص نودّ إقناعه بنفسنا وكلامنا. ويرى الخبراء أنه كلما تكلّم الشخص كلما أوحى للآخرين أنه يسيطر على الوضع، فبَدا أكثر مصداقية.

التواصل بالعيون

إبحثوا دائماً عن التواصل بالعيون بينكم وبين المستمع أو المستمعين إليكم. فإذا تحدث شخص أمام مجموعة من الناس عليه أن يتجنّب التركيز على الحائط الخلفي، وينظر بالتناوب إلى الحاضرين، ما يسمح له بزيادة تأثيره عليهم. ويمكنكم بذلك التقاط ردّات فعل الآخرين على الحديث من خلال تعابير وجوههم، وقد تؤقلمون خطابكم مع ردّات أفعالهم.

الابتسام

عندما يبتسم المتكلّم يوحي بأنه مرتاح وغير متوتّر، وبالتالي بأنه واثق من نفسه.

التعبير

لا تكن متسمّراً خلال إلقاء الخطاب وكأنك من حجر. عندما تتوجه إلى زبائن أو زملاء أو مدراء… لا تتردّد في استخدام تعابير الوجه، ولكن من دون مبالغة في ذلك. وحاول إرخاء جسدك، فالظهور بمظهر الجامد والصارم لا يفيد للاقناع، بل يعكس انطباعاً بأنّ المتكلّم شخص غير مَرن، لا يقبل التنازل وليس متسامحاً.

تخلّوا عن علامات التوتر

لمس الوجه، تلوية الأصابع و”طَقّها”، فرك العيون، أكل الأظافر… كل هذه الحركات تفضح عصبيتكم وتفضح توتركم وعدم ثقتكم بأنفسكم. في المقابل، يمكنكم اللعب بلامبالاة، بقلم، مثلاً خلال كلامكم، ما يُشغل اليدين ويعطي المتكلّم مظهر المرتاح.

التحدّث باليدين

إستخدموا أيديكم للتعبير خلال حديثكم، وتذكروا أنّ تعابير الوجه وحركات اليدين تدل على حماستكم وشغفكم وتزيد قدرتكم على الإقناع.

رفع الرأس وخفضه

أن يرفع الشخص رأسه ويخفضه يعني أنه يعبّر عن موافقته على ما يسمع. وأن يقوم المتحدث بهذه الحركة خلال كلامه يدفع المستمعين له إلى القيام بنفس الحركة لا شعورياً، فيوافقون على حديثه بخفض رؤوسهم بدورهم، وذلك من دون أن يدركوا.

لا تبتعد عمّن تتكلم معهم

إذا كان الشخص يعرف جيداً الأشخاص الذين يتوجّه إليهم، عليه ألّا يتردّد في تقليص المسافة بينه وبينهم مع حفظ المساحة الشخصية لكل فرد طبعاً. فكلما كان قريباً منهم، كلّما بَدا مقنعاً.

كن هادئاً

قبل التكلّم تنفّس بعمق لتبديد التوتر. فكلما بَدوت متوتراً كلما أوحيت للآخرين بقلة ثقتك بنفسك.

التحرّك

هل تلاحظون أنه خلال المؤتمرات الكبرى غالباً ما لا يخاف المتحدثون من احتلال كامل المساحة المخصّصة لهم بزيادة تحركاتهم. المشي والتحرّك أثناء الكلام يمنحان الخطيب مظهر الواثق جداً بخطابه، ويُشعران المشاهدين بأنه منفتح. فإذا حظيتم بمتّسع من المكان لتتحركوا خلال الكلام، لا تخافوا من المشي والتحكّم بتحركاتكم لتمنحوا الحياة والحركة لخطابكم.

لا تبالغوا

التوازن أساس. لا تتكلموا بصوت عالٍ، ولا بصوت خافت وضعيف وبلهجة بطيئة. لا تكونوا كثيري الحركة أو في المقابل غارقين في سبات عميق.

واحذروا ألّا تبدوا عدائيين جداً أو خاملين جداً، بل يجب أن تخلعوا شخصيتكم لتَرتدوا أخرى تتناسَب مع الخطاب وهدفها الإقناع، وحينها تنجحون.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله