ليبانون ديبايت – علي عواضة
تمر لعبة كرة القدم اليوم باسوأ حالاتها، فلا تخلو جولة من مباريات الدرجة الاولى او حتى الدرجات الاخرى او الفئات العمرية، من اشكالات متبادلة بين الجماهير، وتوعد وتهديد بالقتل للحكم، حتى وصل الأمر لنصب الكمائن للحكام خارج الملاعب ولكن العناية الالهية وحدها كانت تخرج المباريات من شفير الأنفجار، او تنقذ الحكام من بين الجماهير.
اشكالات بين الجماهير، اعتراض على كل خطأ يسجل بحق فريق ما، غياب اي فكر احترافي للعبة، مباريات حساسة تقام في ارضية ملعب جماهيرها متقابلة بشكل قريب جداً، وكأن من يقرر المباريات يقول للجمهور “دبحو بعض”. وفي حال عدم تمكن الجماهير من الاحتكاك بفضل الجهود الأمنية يكفي الاستماع على مباراة واحدة عبر الشاشة “لتستمتع” بكمية الشتائم الطائفية والحزبية، فالفرق قد قسمت على اساس طائفي وحزبي ومناطقي ومباراة بين غريمين او حتى حليفين في السياسة كفيلة بأن تولع حرب.
لم تكن الصرخة التي اطلقها قائد منتخب لبنان السابق الكابتن رضا عنتر بعد خسارة التضامن صور بطريقة ظالمة هي الاولى من نوعها، تحذيرات عديدة اطلقتها العديد من الأندية والزملاء المتابعين للدوري، فعدد من المباريات اقيمت وانتهت بتكسير الملعب والاعتداء على الطاقم التحكيمي، ضربات جزاء خيالية للبعض وطرد لبعض الفرق و”نق” من البعض عند كل خطأ تحكيمي بغير مبرر.
قد تكون الأمور بين الاتحاد والاندية ذاهبة الى مزيد من التصعيد فانسحاب 5 فرق من الدوري في تحرك غير مسبوق فتح الأعين مجدداً على لعبة تغلغل فيها الفساد واصبحت المراهنات الشريان الرئيسي لها، فبعد ما حصل مع المنتخب والفضيحة التي سببتها المراهنات بتدمير حلم كرة القدم، ها هي اليوم تعود القضية مع الشكوك حول نتائج بعض المباريات خصوصاً تلك في قلب الاسبوع فهي تكون محببة لمواقع المراهنات، ففضائح الكرة اصبحت على عينك يا تاجر بحسب العديد من المتابعين والمقربين في صناع القرار في اللعبة.
“المهزلة” الكروية لم تبدأ خلال قمة السلام زغرتا والعهد وتكرار طلب الاب فرنجية انسحاب السلام من المباراة، فعلياً بدأت قبل اسابيع خلال مباريات مشكوك بصحتها كمباراة الصفاء والاخاء والتي انتهت بنتيجة 4-1 كذلك مباراة النبي شيث مع شباب الساحل حيث علق الاتحاد نتائج المباريات وقرر فتح تحقيق بالتلاعب، الا ان التحقيق لم يصل الى نتيجة حتى الأن والنتائج ما زالت معلقة. ولتزيد الامور بلة اعلن عن توقيف احد الاشخاص لدى محاولته التلاعب بنتيجة مباراة العهد والنبي شيت التي جرت بتاريخ 28-10-2016، عبر الإتصال بعدد من اللاعبين قبل المباراة.
المسألة بحسب متابعين تكمن في ان الجميع يريد مصحلته فقط وليس مصلحة اللعبة، فالاتحاد مكون من جميع الاطراف السياسية وبعض الاشخاص لا تهمهم اللعبة بل المركز فقط، والمشكلة الاخرى هي التلاعب الواضح بين الفرق نفسها فالمصالح المشتركة كعدم الهبوط مثلاً للدرجة الثانية يتم شراء المباراة من قبل الفريق المهدد بالسقوط من قبل النادي الاخر، ولهذا الامر تم تعليق نتائج بعض المباريات، بينما المشكلة الثالثة هي عدم ثقة الاندية بالحكام المحليين، وحين قدوم طاقم تحكيم قبرصي لمباراة النجمة والانصار ومع الاخطاء الكارثية للحكم قيل حينها انه حكم غير ناجح اما لو حصلت نفس الاخطاء مع حكم لبناني لكان تعرض للضرب والتهديد والوعيد، ولكن الحكم الاجنبي بحسب الاندية اهم من المحلي، ولكن ما حصل من قبل جمهور النجمة والانصار ورمي الحجارة على الملعب دفع بالاتحاد القبرصي لرفض ارسال اي طاقم تحكيمي اخر، بينما في الوقت نفسه ترفض الاندية الاستعانة بطاقم تحكيمي من الدول العربية، خوفاً من التلاعب! لنعود حينها لخيار الحكم المحلي ومع الاعتراضات على اداء الحكم في مباراة السلام والعهد ونظراً لحساسية فارق النقاط بين الفريقين، ذهبت الامور الى الانفجار، كذلك في الوقت نفسه كانت هناك كارثة كروية اخرى تحصل في بلدة النبي شيث بعد الاعتداء على حكام مباراة الفريق مع الأنصار، التي خسرها صاحب الأرض 1 – 2 إذ لاحق بعض الجمهور سيارة حكام المباراة بقيادة الحكم جميل رمضان، وألحقوا أضراراً بسيارة الحكم الرابع علي سلوم.
الاعتراضات استكملت مع مباراة النجمة والصفاء والثلاث ضربات جزاء التي احتسبت للنجمة حيث اعتبرت بعض الفرق ان الحكم كان يريد مساعدة النجمة بشكل فاضح.
اذاً كلها امور ادت لتفجير الكرة المحلية ولكن احد اعضاء الاتحاد استغرب في اتصال مع “ليبانون ديبايت” من توقيت اعلان الانسحاب للفرق الشمالية وهي قبل موعد انتخابات الاتحاد، الا انه استبعد في الوقت نفسه ان تستمر الفرق بالانسحاب فهي في حال عدم حضورها للمبارات ستخسر نقاط وفي حال تكرار الامر ستهبط للدرجة الادنى وهي بالطبع لا تريد ذلك، الا ان بعض الاندية ترفع مطالبها كثيراً للحصول على بعض المكاسب، مؤكداً في الوقت نفسه الى ان هناك بعض المحاولات للتسوية وقد تحل الامور على الطريقة اللبنانية. واكد المصدر ان رئيس نادي السلام زغرتا الاب اسطفان فرنجية بالغ بمسألة الظلم وبان القضية تستهدف الشمال والمسيحيين خصوصاً، مؤكداً في الوقت نفسه اهمال الاتحاد بدعم الشمال رغم المشاريع العديدة المطروحة الا انها كلها حبراً على ورق.
المسألة اذاً تكمن في انعدام الثقة بين جميع الاطراف، فلا الاندية تثق بالاتحاد وتتهمه بدعم فرق على حساب فرق اخرى، كذلك الامر فالاندية لا تثق بالحكام المحليين ويتعرض الجمهور للحكم عند اي خطأ، بينما الاتحاد ايضاً يرفع السقف عالياً، والاطراف السياسية تحاول التدخل لحل الأمور، الا انها منظومة من الفشل متكاملة مع بعضها البعض فالفرق تشعر بالظلم وترفض الخسارة الجميع يريد ان يربح وفي حال الخسارة يتم التهجم على الحكم او اقالة المدرب، ومع تكرار الاخطاء الفادحة خلال المباريات والتلاعب الواضح بنتائج مباريات اخرى وصلت الامور الى الانفجار.