“طبق الميه السخنة” فى الولادات، تكرر فى أكثر من مشهد سينمائى فى أفلامنا المصرية، لقطة شائعة وعالقة فى أذهاننا جميعًا، دون أن يعرف أغلبنا السبب العلمى وراء أهمية المياه الساخنة خلال الولادة. الدكتور مروان سالم الصيدلى والباحث فى الدواء والغذاء، كشف خلال حديثه لـ”اليوم السابع”، عن مدى أهمية المياه الساخنة بعد عملية الولادة، مؤكدًا أن هناك العديد من الاستخدامات لها خلال ولادة الطفل. والسبب العلمى حسب توضيح الباحث، يكمن فى أن الجنين بطبيعته يتنفس داخل رحم الأم ويحصل على الأكسجين بشكل مؤقت عبر المشيمة حتى يحين موعد الولادة، بعد خروج الطفل من بطن الأم تبدأ رئتيه بالعمل وحدهما كى تتمكن من توفير الأكسجين الطبيعى له من خلال الهواء الخارجي، بحيث يبدأ فى التنفس للعيش والتأقلم مع الوضع الجديد، لما يشعر به من درجة حرارة جو مختلفة بين رحم الأم وبين الجو الخارجى، وهو ما يدفع الطفل تدريجيا وبشكل تلقائى إلى التنفس السريع مستخدمًا رئتيه لأول مرة. أما عن المياه الساخنة، فيوضح الدكتور مروان أن لها دور مهم فى تلك العملية، عن طريق ترطيب فوطة قطنية بالمياه الساخنة، يتم بها مسح جسم الطفل كليًا وبطريقة معينة تكون إحدى الممرضات المساعدات للطبيب أو الأطباء المساعدين مدربين على تلك الطريقة، ويمسح جسم الطفل بالفوطة المبللة بالكامل حتى نتمكن من معادلة درجة حرارة جسمه، ومساعدة رئتيه على العمل بشكل سليم والتنفس، كذلك أضاف الباحث فى الدواء أن المياه الساخنة قد تصبح أحد أهم أدوات النجاة للطفل وإنقاذه من الموت المحقق، وذلك إذا نزل الطفل من رحم الأم خلال عملية الولادة فى وضع المقعدة، بحيث يسبق الساق وباقى الجسم الرأس، وبالتالى تزيد فرص إصابة الطفل بالاختناق لتأخر خروج الرأس من داخل الرحم، وتفيد حينها الفوطة الساخنة فى إنعاشه السريع وعمل رئتيه.